شيشاوة.. وضع اللمسات الأخيرة على عملية إعادة الإعمار بجماعة الزاوية النحلية


الجمعة 31 ماي 2024

بعد أشهر من العمل الدؤوب والمتواصل في إطار عملية إعادة الإعمار بعد الزلزال، بلغت عدة منازل بالجماعة الترابية الزاوية النحلية التابعة لإقليم شيشاوة مرحلة إتمام البناء، وهو ما أثار السرور والارتياح الكبير في صفوف مالكيها.

 

ففي دوار “أكدال” وعلى غرار “أكني” و”كاطوس”، تتقدم أشغال البناء بخطوات كبيرة، إذ تشهد على ذلك اللمسات الأخيرة وبلوغ مرحلة الشروع في تسليم رخص السكن لعدد من الأسر ضحايا زلزال الثامن من شتنبر من السنة الماضية.

 

وكما يلاحظ بعين المكان، فبفضل هذه الخطوات، تستعد الأسر المستفيدة الأولى وهي مسلحة بالحيوية والإصرار لوضع اللمسات الأخيرة لتتمكن من الالتحاق بالمنازل الجديدة قبل حلول عيد الأضحى.

 

وقد تم بناء هذه المنازل التي تعرف حاليا اللمسات الأخيرة في انسجام كبير مع الخصوصيات المعمارية والمنظرية والطبيعية للمنطقة، وفي احترام لمعايير البناء المضاد للزلازل والسلامة، مع استخدام مواد البناء المناسبة والاعتماد على الخبرات والتقنيات المحلية، كل ذلك تحت إشراف ومواكبة ومراقبة السلطات المحلية والطبوغرافيين والمهندسين المعماريين واللجان التقنية المتخصصة.

 

وعلى مستوى جميع الجماعات الترابية المتضررة من الزلزال بإقليم شيشاوة، تجري عملية إعادة الإعمار بعد هذه الكارثة الطبيعية في ظروف ممتازة، بفضل التعبئة المتواصلة للسلطات الإقليمية التي لم تدخر، منذ وقوع هذه الكارثة الطبيعية، جهدا من أجل ضمان تواجدها الميداني الفعال وتقديم كل المساعدة اللازمة للضحايا وتجاوز كافة الصعوبات التي تعترضهم، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

 

وعرف هذا الجزء من التراب الوطني، على غرار مناطق أخرى، زخما تضامنيا كبيرا بفضل الالتزام المثالي للعديد من الأطراف المتدخلة (المهندسين المعماريين، والطوبوغرافيين، ومكاتب الدراسات، واللجان التقنية..)، والتفاعل الإيجابي للساكنة من أجل منح هذا الورش كافة شروط النجاح.

 

ولوحظ الزخم ذاته من حيث التعبئة والالتزام في جماعات ترابية أخرى بالإقليم من بين الجماعات الأكثر تضررا من الزلزال، ولا سيما على مستوى أداسيل وكماسة، حيث تتقدم وتيرة وضع الأساسات وإعادة البناء، أو حتى إعادة تأهيل المنازل المنهارة جزئيا بوتيرة مهمة.

 

ولتسريع هذه العملية، وبالإضافة إلى المساعدة التقنية والمواكبة الميدانية من قبل اللجان المتخصصة، تتعبأ السلطات المحلية باستمرار مستعينة بجميع الوسائل اللازمة للتجاوب بشكل إيجابي مع انتظارات المواطنين، وهو ما يتضح جليا من خلال توفير تصاميم معمارية نموذجية تحترم الخصائص الجوهرية لهذه المنطقة، والتسهيلات الممنوحة لبعض موردي مواد البناء (الحصى والأسمنت والحديد وغيرها) لإقامة مستودعات قريبة.

 

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المهندس المعماري، جمال بودشيش، إن عملية إعادة الإعمار بعد الزلزال “منظمة بشكل جيد للغاية”، منوها بإصدار رخض السكن لفائدة الساكنة بعد أشهر قليلة من العمل الدؤوب.

 

وتابع أنه “لتحقيق هذه النتيجة، هناك فريق كامل وجهد لوجيستيكي كبير”، معربا عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على برنامج إعادة الإعمار بعد الزلزال، وكذلك للسلطات الإقليمية.

 

وأضاف هذا المهندس المعماري المتطوع، الذي يعمل مدرسا بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية في وجدة، أن “ما تم إنجازه يعد استثنائيا، كما تبرزه جميع الموارد البشرية واللوجستيكية التي تمت تعبئتها”، معربا عن افتخاره بالمشاركة في هذا البرنامج، التي مكنته من تشرب الكثير من القيم الإنسانية والثقافية، فضلا عن ملامسة التقاليد المحلية المتعلقة بالبناء. وأكد أن الهدف النهائي هو النجاح في إعادة إسكان المتضررين.

 

وأبرز أن “هذا المشروع الكبير، بفضل المقاربة الفعالة التي تقوم على البناء الذاتي بعدما حصلت الأسر على المساعدات المالية من الدولة، يعرف نجاحا مهما”، مشيرا إلى أنه تم بذل كل الجهود حتى تكون عملية إعادة الإعمار منسجمة بشكل تام مع الجوانب الثقافية والمعمارية والمنظرية للمنطقة.

 

وفي تصريحات مماثلة، أعرب مالكو المنازل التي يجري وضع اللمسات الأخيرة عليها بدوار أكدال بالجماعة الترابية الزاوية النحلية، عن ارتياحهم الكبير لتقدم الأشغال، والدعم المستمر الذي استفادوا منه من السلطات المحلية وجميع الأطراف المتدخلة.

 

وبعد أن عبروا عن عميق امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته للساكنة ضحايا الزلزال، أبرزوا بنبرة متفائلة : “نعمل جاهدين حتى نتمكن من العودة إلى منازلنا قبل حلول عيد الأضحى”.

Pages